کد مطلب:239430 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:137

جانب من رسالة الخوارزمی لأهل نیشابور
و حسب القاری ء أن یرجع الی مقانل الطالبین لابی الفرج الاصفهانی،



[ صفحه 101]



مع أنه لم یستوف كل شی ء، و انما اكتفی بذكر بعض منهم ... و كذلك الی ما ذكره ابن الساعی فی مختصر أخبار الخلفاء ص 26، و غیرها .. و غیر ذلك من كتب التاریخ و الروایة، لیعلم مقدار الظلم و العسف الذی حاق بأبناء علی، و شیعتهم فی تلك الحقبة من الزمن ...

و حسبنا هنا بعد كل الذی قدمناه، أن نذكر فقرات من رسالة أبی بكر الخوارزمی، التی أرسلها الی أهل نیشابور، یقول أبوبكر، بعد أن ذكر كثیرا من الطالبین، الذین قتلهم الامویون، و العباسیون - و منهم الرضا الذی سم بید المأمون - :

« فلما انتهكوا ذلك الحریم، و اقترفوا ذلك الاثم العظیم، عضب الله علیهم، و انتزع الملك منهم، فبعث علیهم « أبا مجرم» لا أبا سلم، فنظر لا نظر الله الیه الی صلابة العلویة، و الی لین العباسیة، فترك تقاه، و اتبع هواه، و باع آخرته بدنیاه، بقلته عبدالله بن معاویة بن عبدالله بن جعفر بن أبی طالب . و سلط طواغییت خراسان، و اكراد اصفهان، و خوارج سجستان علی آل أبی طالب، یقتلهم تحت كل حجر و مدر، و یطلبهم فی كل سهل و جبل، حتی سلط علیه أحب الناس الیه، فقتله كما قتل الناس فی طاعته، و أخذه بما أخذ الناس فی بیعته، و لم یفعه : أن أسخط الله برضاه، و أن ركب مالا یهواه . و خلت من الدوانیقی [1] الدنیا، فخبط فیها عسفا، و تقضی الطیب و الطهارة، قد تتبع غائبهم، و تلقط حاضرهم، حتی قتل عبدالله بن محمد بن عبدالله الحسنی باسند ، علی ید عمر بن هشام الثعلبی، فما ظنك بمن قرب متناوله علیه، و لان مسه علی یدیه .



[ صفحه 102]



و هذا قلیل فی جنب ما قتله هارون منهم، و فعله موسی قبله بهم ؛ فقد عرفتم ماتوجه علی الحسن [2] بن علی یفخ من موسی، و ما اتفق علی علی بن الاقطس الحسینی من هارون، و ما جری علی احمدبن علی الزیدی، و علی القاسم بن علی الحسینی من حبسه، و علی غسان بن حاضر الخزاعی، حین أخذ من قبله، و الجملة أن هارون مات وقد حصد شجرة النبوة، و اقتلع غرس الامامة .

و أنتم أصلحكم الله، أعظم نصیبا فی الدین من الأعمش، فقد شئتموه، و من شریك، فقد عزلوه، و من هشام بن الحكم، فقد أخافوه، و من علی بن یقطین، فقد اتهموه ... » .

الی أن یقول، بعد كلام له عن بنی أمیة :

« .. و قل فی بنی العباس، فانك ستجد بحمد الله مقالا، و جل فی عجائبهم، فانك تری ما شئت مجالا .

یحیی فیؤهم، فیفرق علی الدیلمی، و التركی، و یحمل الی المغربی، و الفرغانی . و یموت امام من أئمة الهدی، و سید من سادات بیت المصطفی، فلا تتبع جنازته، و لا تجصص مقبرته، و یموت ( ضراط ) لهم، أو لاعب أو مسخة، أو ضارب، فتحضر جنازته العدول و القضاء، و یعمر مسجد التعزیة عنه الفواد و الولاة ..

و یسلم فیهم من یعرفونه دهریا، أو سوفسطائیا، و لا یتعرضون لمن یدرس كتابا فلسفیا و مانویا، و یقتلون من عرفوه شیعیا، و یسفكون دهم من سمی ابنه علیا ..

و لو لم یقتل من شیعة أهل البیت غیر المعلی بن خنیس، قتیل داود



[ صفحه 103]



ابن علی، و لو لم یحبس فیهم غیر أبی تراب المرزوی، لكان ذلك جرحا لا یبرأ ، و ثاثرة لا تطفا، و صدعا لا یلتثم، و جرحا لا یلتحم .

و كفاهم أن شعراء قریش قالوا فی الجاهلیة أشعارا یهجون بها أمیر المؤمنین علیه السلام، و یعارضون فیها أشعار المسلمین، فحملت أشعارهم، و دونت أخبارهم، و مثل الكلبی، و الشرق ابن القطامی، و الهثیم بن عدی، و دأب بن الكنانین . و أن بعض شعراء الشیعة یتكلم فی ذكر مناقب الوصی، بل ذكر معجزات النبی صلی الله علیه و سلم ؛ فیقطع لسانه، و یمزق دیوانه، كما فعل بعبد الله بن عمار البرق، و كما أرید بالكمیت بن زید الأسدی، وكما نبش قبر منصور بن الزبرقان النمری، و كما دمر علی دعبل بن علی الخزاعی . مع رفقتهم من مروان بن أبی حفصة الیمامی، و من علی بن الجهم الشامی ؛ لیس الا لغلوهما فی النصب، و استیجا بهما مقت الرب ؛ حتی ان هارون بن الخیزران، و جعفرا المتوكل علی الشیطان، لا علی الرحمان، كانا لا یعطیان مالا، و لا یبذلان نوالا، الا لمن شتم آل أبی طالب، و نصر مذهب النواصب، مثل : عبدالله ابن مصعب الزبیری، و وهب بن وهب البختری، و من الشعراء مثل : مروان بن أبی حفضة الاموی، و من الادباء مثل : عبدالملك بن قریب الأصمعی . فأما فی أیام جعفر فمثل : بكار بن عبدالله الزبیری، و أبی السمط ابن أبی الجون الاموی، و ابن أبی الشوراب العبشمی .. »

و بعد كلام له عن بنی أمیة أیضا قال :

« و ما هذا بأعجب من صیاح شعراء بنی العباس علی رؤوسهم بالحق، و ان كرهوه ، و بتفضیل من نقصوه و قتلوه، قال المنصور بن الزبرقان علی بساط هارون :



[ صفحه 104]





آل النبی و من یحبهم

ینطامتون مخافة القتل



أمن النصاری والیهود وهم

و من أمید التوحید فی أزل



و قال دعبل، و هو صنیعة بنی العباس و شاعرهم :



ألم تر أنی مذ ثمانین حجة

أروح، و أغدو دائم الحسرات



أری فیئهم فی غیرهم متقسما

و أیدیهم من فیئهم صفرات



و قال علی بن العباس الرومی، و هو مولی المعتصم :



تألیت أن لا یبرح المرء منكم

یشل علی حر الجبین فیعفج



كذاك بنی العباس تصبر منكم

و یصبر للصیف الكمی المدجج [3] .



لكل أوان للنبی محمد

قتیل زكی بالدماء مضرج [4] .



و قال ابراهیم بن العباس الصوفی - و هو كاتب القوم و عاملهم - فی الرضا لما قربه المأمون :



بمن علیكم بأموالكم

و تعطون من مئة واحدا



و كیف لا یتقصون قوما یقتلون بنی عمهم جوعا و سغیا و یملأون دیار الترك و الدیلم فضة و ذهبا، یستنصرون المغربی و الفرغانی، و یجفون المهاجری و الأنصاری، و یولون انباط السواد وزارتهم، و تلف العجم و الطماطم قیادتهم ، و یمنعون آل أبی طالب میراث أمهم، و فی ء جدهم . یشتهی العلوی الاكلة، فیحرمهما، و یقترح علی الایام الشهوة فلا یطعمها و خراج مصر و الاهواز، و صدقات الحرمین و الحجاز، تصرف الی ابن أبی مریم المدینی، و الی ابراهیم الموصلی، و ابن جامع السهمی، و الی زلزل الضارب، و برصوما الزامر، و أقطاع بختیشوع النصرانی قوت أهل



[ صفحه 105]



بلد، بغا التركنی، و الافشین الأشروسی كفایة أمیة ذات عدد

و المتوكل زعموا یتسری باثنی عشر الف سربة، و السید من سادات أهل البیت بتعفف بزنجیة، أو سندیة . و صفوة مسال الخراج مقصورة علی أرزاق الصفاعنة، و علی موائد المخاتنة، و علی معمة الكلابین، و رسوم القرادین، و علی مخارق و علویة و المغنی، و زرزر، و عمر بن بانة المهلبی، و یبخلون علی الفاطمی بأكلة أو شربة، و یصارفونه علی دانق و حبة، و یشترون العوادة بالبدر، و یجرون لها ما یفی برزق عسكر . و القوم الذین أحل هم الخمس، و حرمت علیهم فقرا، و یرهن أحدهم الكرامة و المحبة، یتكففون ضرا، و یهلكون فقرا، و یرهن أحدهم سیفه، و یبیع ثوبه، و ینظر الی فیئه بعین مریضة، و یتشدد علی دهره بنفس ضعیفة . لیس له ذنب الا أن جده النبی، و أبوه الوصی، و أمه فاطمة، وجدته خدیجة، و مذهبه الایمان، و امامه القرآن .. و حقوقه مصروفة الی القهرمانة و المضرطة و الی المغمزة، الی المزررة، و خمسه مقسوم علی نقار الدیكة الدمیة، و القردة، و علی رؤوس اللعبة و اللعبة، و علی مریة الرحلة ..

و ماذا أقول فی قوم حملوا الوحوش علی النساء المسلمات، و أجروا لعبادة و زویه الجرایات، و حرثوا تربة الحسین علیه السلام بالفدان، و نفوا زواره الی البلدان . و ما أصف من قوم هم : نطف السكاری فی أرحام القیان ؟ و ماذا یقال فی أهل بیت منهم نبع البغا، و فیهم راح التخنیث و غدا، و بهم عرف اللواط ؟! . كان ابراهیم بن المهدی مغنیا، و كان المتوكل مؤنثا موضعا، و كان المعتز مخنشا، و كان ابن زبیدة معتوها مفركا، و قتل المأمون أخاه، و قتل المنتصر أباه، و سم موسی بن المهدی أمه، نو سم المعتضد عمه . و لقد كان فی بنی أمیة مخازی تذكر، و معائب تؤثر .. ».



[ صفحه 106]



و بعد أن عدد بعض مخازی بنی أمیة، و معائبهم قال :

« .. و هذه المثالب مع عظمها و كثرتها، و مع قبحها و شنعتها : صغیرة و قلیلة فی جنب مثالب بنی العباس، الذین بنوا مدینة الجبارین، و فرقوا فی الملاهی و المعاصی أموال المسلمین .. الی آخر ما قال ... » [5] .

هذا جانب من رسالة الخوارزمی، و قد كنت أود أن أئبتها بتمامها، لكنی رأیت أن المجال لا یتسع لذلك .. و علی كل فان :

ذكل كله غیض من فیض .. و لعل فیما ذكرناه كفایة ..



[ صفحه 107]




[1] في مجمع الفوائد : « و خلت الي الدوانيقي » و لعله هو الصواب.

[2] الظاهر أن الصحيح هو : « الحسين » كما في مجمع الفوائد.

[3] في مقاتل الطالبين : « لذاك بني العباس مثلكم و يصبر للموت ».

[4] في مقاتل الطالبين : « أكل أوان ».

[5] راجع : رسائل الخوارزمي طبع القسطنطنية سنة 1297 من ص 130، الي ص 140 . و نقل شطرا كبيرا منها : سعد محمد حسن في كتابه : المهدية في الاسلام ابتداء من ص 58 و ذكر شطرا منها أيضا الدكتور احمد امين في كتابه ضحي الاسلام ج 3 ص 297 فما بعدها ؛ فراجع . و هي موجودة بتممها في مجموعة خطية من تأليف سيدي الوالد أيده الله، سماها : « مجمع الفوائد، و مجمل العواد » ابتداء من ص 45.